بانملين طويلين كانت تمسك سيجارا ابيض , الدخان المتصاعد منها بحضرة عينيها الساهمتين يبدو كراقصة باليه تتلوى , بدا يعلو بسرور وهو يعيش لحظاته الأخيرة قبل ان ياكله العدم ..
وفنجان القهوة الجاثم بلا حول ينظر بلهفة لشفاهها الوردية عله يحض بعناق أخر ..
تتدافع الثواني في الساعة المدورة , العقارب الثلاثة تتسابق في مضمار محموم يبدو ان الرشيق فيهن هو السابق دوما ..
وبحركة عفوية حركت يدها والتقمت الجزء البرتقالي من السيجارة , امتصت روحها برقة , جعلت راسها يلتهب احمرارا واحتراقا اكل كثيرا من طولها المتصاغر وعمرها القصير ..
مازالت عيناها هاربتان لا تعرفان اين تحطان .. اخترقت المسافات مثل برق خاطف , مرت بمحطات ومحطات في لحظات نافرة .. لكنها وقفت هنا تذكرت انها جالسة منذ زمن , انتبهت للفنجان , احتضنت أذنه بأصابعها وحملته لترتشف من شفته الباذخة بالسائل القاتم ..وتعيده لمهده الاول
انتصف النهار تماما لكن الجري في الساعة المدورة لم ينته بعد ..
أدارت وجهها للنافذة القريبة منها بعد ان أزالت خصلة متمردة سقطت عنوة على عينها , ما زال المطر شديدا والسماء تصطبغ بلون رمادي قاتم ..
عادت برمقة خاطفة وحملت الكوب السعيد حينئذ ووجهها صوب جموع الناس المتحركة هنا وهناك واللائذة بمظلات من نقع المطر .. الحركة في الخارج لم تتوقف رغم ان السحب مازالت تخرج هداياها وابلا شديدا ..
فكرت بالمغادرة , لن تنتظر ان يهبها القدر فسحة ملائمة , موعدها تلاشى كالعادة وشعور بالقتامة بدا يتسلل لقلبها الصغير , تنهدت بعنف عاد السكون يلف المكان بعد ان انصت لتنهدها المثقل بالهم ..
تحركت يدها امسكت حقيبتها اخرجت مها ورقة نقدية القتها على الطاولة بعد ان قررت ان تغتسل بالمطر للمرة الاخيرة من وجع المواعيد ...
" ى حي ى " في 12 – 1 -
2012