الخميس، 26 يناير 2012

نورستي



نورستي تجنح غاضبة  ..
تحتضن النسمات بعيدا ..
وتعانق آفاقا رحبة ..
نورستي تنظر في عيني ..
وتلوذ جوار الطرقات ..
تعشق أطلالا مكتئبة ..
نورستي هجرت أوكاري ..
هدرت كحلا في هدبيها ..
خنقته ولا تأبه عتبه ..
نورستي تأكل من همي .. تكرع من أهاتي شربة..
نورستي يعشقها ليلي ..
وزفير النجمات هتوكا ..
راودها اعلن عن حبه ..
نورستي لم تكتب حرفا ..
لم تختط وداعا ابدا ..
بل تركت روحي ملتهبة ..
نورستي ما ذنب زهوري ..
تبلوها نسمة فاتنة ..
تقتلها آثام الرغبة ..
نورستي يا طيف وجودي .. يا عبقا عز لمن طلبه ..
نورستي لو ضحكت شمس  ..
والبدر بليل يسالها ..
منحنيا يرجو في طلبه .. من غرتها شيئا تهبه ..
اين الأيام وضحكتها ؟؟ غابت في غيبك منتحبة ..
وتوارت خلف ستائرك ..
شرفاتي دون مواعيد  ..
ونسيتي قلبي من سلبه !!
.
.
" ى حي ى "
26 – 1 - 2012




الخميس، 19 يناير 2012

أذن الكوب



اذن الكوب المحمرة ...

تترقب أنامل في شوق ..

تتمنى حضنا بحرارة ..

ترمقه الأكواب جميعا .. وصحون باتت محتارة ..

وحديث الغيرة مضطرد ..

ما اسعد حظك يا كوبا ..

يشتعل الهمس بلا سبب

فالحسد غريب اطواره ..

تنظرها , تنظر عينيها .. كم فيها دلع واثارة !!

وستنشق نهما من عطر ..

ذاك المدهون بخديها ..

والشعر كشلال اسود ..

ينحدر بعيدا اغواره ..

وستلقى وجهها مبتسما .. والنحر قريب مقداره

وستلمس شفتها دوما .. وستثمل حتما منتشيا .

                                           برحيق اسكر سماره        

وسياتي لدنا منحنيا ..

جسد يتثنى قائمه ..

غصن قد شهقت ازهاره

لا تنسى بعدها حدثنا ..

بتفاصيل من جسد مترف ..

اطلعنا ماهي أسراره

.

.

" ى حي ى "

19 – 1 - 2012

الجمعة، 13 يناير 2012

موعد بعد منتصف المطر


بانملين طويلين كانت تمسك سيجارا ابيض , الدخان المتصاعد منها بحضرة عينيها الساهمتين يبدو كراقصة باليه تتلوى , بدا يعلو بسرور وهو يعيش لحظاته الأخيرة قبل ان ياكله العدم ..

وفنجان القهوة الجاثم بلا حول ينظر بلهفة لشفاهها الوردية عله يحض بعناق أخر ..

تتدافع الثواني في الساعة المدورة , العقارب الثلاثة تتسابق في مضمار محموم يبدو ان الرشيق فيهن هو السابق دوما ..

وبحركة عفوية حركت يدها والتقمت الجزء البرتقالي من السيجارة , امتصت روحها برقة , جعلت راسها  يلتهب احمرارا واحتراقا اكل كثيرا من طولها المتصاغر وعمرها القصير ..

مازالت عيناها هاربتان لا تعرفان اين تحطان .. اخترقت المسافات مثل برق خاطف , مرت بمحطات ومحطات في لحظات نافرة .. لكنها وقفت هنا تذكرت انها جالسة  منذ زمن , انتبهت للفنجان , احتضنت أذنه بأصابعها وحملته لترتشف من شفته الباذخة بالسائل القاتم ..وتعيده لمهده الاول

انتصف النهار تماما لكن الجري في الساعة المدورة لم ينته بعد ..

أدارت وجهها للنافذة القريبة منها بعد ان أزالت خصلة متمردة سقطت عنوة على عينها , ما زال المطر شديدا والسماء تصطبغ بلون رمادي قاتم ..

عادت برمقة خاطفة وحملت الكوب السعيد حينئذ ووجهها صوب جموع الناس المتحركة هنا وهناك واللائذة بمظلات من نقع المطر .. الحركة في الخارج لم تتوقف رغم ان السحب مازالت تخرج هداياها وابلا شديدا ..

فكرت بالمغادرة , لن تنتظر ان يهبها القدر فسحة ملائمة , موعدها تلاشى كالعادة وشعور بالقتامة  بدا يتسلل لقلبها الصغير , تنهدت بعنف عاد السكون يلف المكان بعد ان انصت لتنهدها المثقل بالهم ..

تحركت يدها  امسكت حقيبتها اخرجت مها ورقة نقدية القتها على الطاولة بعد ان قررت ان تغتسل بالمطر للمرة الاخيرة من وجع المواعيد ...

                                             

" ى حي ى "   في 12 – 1 -
2012